فلسطين والفاشية اللبنانية
خلال الحرب اللبنانية، حاول اليمين اللبناني ونظامه المتخلف، إظهار الحرب بأنها حربٌ طائفية، بين مسلمين ومسيحيين، وبين من يتحالف مع "غريب" ومن يدافع عن "الأصالة اللبنانية".
لماذا يعتقد بعض الزعماء العرب أن أميركا قوية، وبأنّها قادرة على فرض أجندتها، فيسيرون دون أي نقاش في صفقاتها؟ انتبهوا لكلمة "صفقة". هل أصبحت قضايانا مجرد صفقات تجارية يحدّد سعرها صهيوني صاهر رئيس الجمهورية الأميركية؟ ألم تكن قمّة الإهانات أن نقول عن أحدهم بأنه دخل صفقة في إطار قضية محقّة؟
يوماًبعد يوم، واستحقاق خلف استحقاق، تثبت خلالهم السلطة اللبنانية مدى تعفّن وتخلّف نظامها. بالأمس أقيم استقبال الأبطال لشخص لم تسقط عنه تهمة التخابر للولايات المتحدة وأجهزتها الاستخبارية. ما هذا الدرك الذي وصلنا اليه؟ هل يعلم رئيس الجمهوية بأن لنا مواطن لبناني مقاوم محتجز ظلماً وعدواناً في السجون الفرنسية، وبأمر من مشغّلي الذي توسّطتم لدى الإيرانيين كي يطلقوا سراحه؟ إن إذلال المناضلين في هذا البلد هو الهواية الأحب إلى قلب السلطة، أمّا تكريم العملاء فهو أقدس الأقداس بالنسبة لهم.
"إن نمط الإنتاج الرأسمالي يميل، في قانون تطوره العام، نحو القضاء على علاقات الإنتاج السابقة عليه، بفعل آلية إعادة إنتاج رأس المال المتوسعة التي تحدّد تطوّره، بالضرورة، كتطوّر امبريالي، فإن هذا النمط منه الإنتاج الكولونيالي يميل، بالعكس، في قانون تطوره العام، نحو الإبقاء على علاقات إنتاج ما قبل الرأسمالية المتعايشة معه في خضوعها لسيطرته، بفعل تطوره في علاقة تبعيته البنيوية بالإمبريالية".مهدي عامل 1980
"في إنتاج الناس الاجتماعي لحياتهم يدخلون في علاقات محدّدة، ضروريّة ومستقلّة عن إرادتهم، وهي علاقات إنتاج تطابق درجة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية. ويشكل مجموع علاقات الإنتاج هذه البنيان الاقتصادي للمجتمع، أي يشكل الأساس الحقيقي الذي يقوم فوقه صرح علوي قانوني وسياسي وتتمشى معه أشكال اجتماعية. فأسلوب إنتاج الحياة المادية هو شرط العملية الاجتماعية والسياسية والعقلية للحياة بوجه عام. ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، إنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم". (ماركس 1859)
لبنان في عين العاصفة. يتعرض من الخارج لضغوطات اقتصادية ومالية كبيرة تشبه الحصار، وهي تتزامن وتتكامل مع الحصار المفروض على سوريا وإيران من أميركا والغرب وأدواتهم في المنطقة؛ إن تلك العقوبات المفروضة على سوريا، تهدف إلى إخضاعها وتحقيق مكتسبات لم تستطع الحصول عليها من خلال حروبها المدمرة على هذا البلد. وفي هذا السياق، لا يمكن قراءة الضغوط على لبنان إلّا في السياق نفسه، لاستكمال هذا الحصار بتضييق الخناق على حزب الله عبر الضغط على لبنان ماليّاً واقتصاديّاً. ألم يقل بومبيو، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، بأن لا فرق بين الدولة اللبنانية وحزب الله الذي أصبح يسيطر عليها، حسب زعمه، وأن على الشعب اللبناني أن يختار بين "الاستقرار والرفاهية" و حزب الله؟