الشهداء الشيوعيون من كل لبنان ولكل لبنان

في يوم الشهيد الشيوعي، من حقّ الشيوعيين والاصدقاء، أن يفخروا بحزبهم وشهدائه. فقد استشهد هؤلاء الابطال في مواقع النضال الوطني والاجتماعي ، ومقاومة المحتل لتحرير الوطن الذي لا ينفصل عن تحرير المواطن والمجتمع من الظلم الإجتماعي . فهم لم يكونوا شهداء الصدفة .. ولا ينتظرون مغريات ومواقع لهم .. فحزبهم بالأساس، هو في موقع المعارضة الجذرية لنظام الطائفية والفساد والزبائنية والمافياوية.. وهم ليسوا موعودين بحياة أخرى في غير هذا الكوكب ، مع ما تنطوي عليه من خيال ورغبات .. فتضحياتهم بحياتهم هي ليحيا الوطن حراً .. ولتوفير حياة كريمة لشعبنا وفقرائنا .. وهذا ما يضفي على استشهادهم قيمة مضافة سامية أكبر .


لم يكن انخراطهم في المقاومة والتضحية ، إلاّ ارتباطاً بقناعتهم العميقة وإرادتهم الوطنية الصلبة،الوثيقة الارتباط بفكرحزبهم وثقافته وأهدافه الوطنية والاجتماعية، وبحق العامل والمزارع والكادح في العيش الكريم .. لذلك فهم سيبقون خالدين في وجدان رفاقهم وحزبهم ، وفي تاريخ شعبهم ، ومنائر تضيء مسيرة النضال لتحقيق الحلم والهدف الذي استشهدوا من أجله . ويتابع الحزب اليوم مطالبته بتسليم جثامين 9 شهداء يحتجزهم العدو الصهيوني
وليس أمراً عادياً أن يستشهد أمينان عامان لهذا الحزب، هما فرج الله الحلو ، القائد البارز في معركة الاستقلال ، وصاحب الدور الأساسي في بناء الحزب ومنظّماته ، وقد استشهد تحت التعذيب في أقبية مباحث عبد الحميد السرّاج في دمشق ، في 27 حزيران 1959 . والقائد المعروف للحزب ، جورج حاوي الذي قام بالدور الأساسي في إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية " جمول " التي مثّلت في بنيتها السياسية والاجتماعية وبأبطالها الشهداء، كل مناطق لبنان ومن كل طوائفه ، وشقّت طريق التحرير .. وقد استشهد في تفجير سيارته في بيروت في 21 حزيران 2005 .
ومع تصاعد دور هذا الحزب وطنياً وشعبياً ، وبروز انتصارات مقاومته في تحرير بيروت وما بعدها ، أخذ يتعرض لحملة عدائية متصاعدة، خصوصاً ضد دوره المقاوم ، قامت بها أطراف الطبقة السلطوية ، لاستبعاده وطمس دوره . فكانت الاغتيالات التي طالت مفكرين ومثقفين وقياديين في حزب المقاومة الوطنية والتغيير، منهم حسين مروة وحسن حمدان ( مهدي عامل ) وسهيل طويله وأحمد المير الأيوبي وخليل نعوس ، وغيرهم . واستمرت قوى النظام الطائفي الفاسد وحراسه ، على سياستها ضد دور الحزب والحركة الشعبية ، مرورا بموقفهم العدائي والقمعي لإنتفاضة 17 تشرين المليونية ، وصولا الى المثال الأخير في انتخابات مجلس بلدية بيروت، وانتخابات نقابة الأطباء ، حيث برز بوضوح تلاقي جميع أحزاب وزعامات السلطة في موقف موحد رغم تناقضاتهم، لمنع نجاح الديمقراطيين والشيوعيين والمستقلين ، وخوفاً من تصاعد دور قوى التغيير.
وكانت نتيجة إستبعاد نهج حزبنا الشيوعي ودوره ، التمادي في إيصال بلدنا الى حالة الانهيار وطغيان الفساد والتخبط ، وسرقة المال العام وأموال المودعين وإفقار اللبنانيين . وهذا ما شجّع العدو الصهيوني المدعوم أميركياً ، على الحروب العدوانية ، وجعل لبنان مستباحاً ، يتعرض لتكرار إعتداءات يومية على قرانا وابنائها ، ولا يمكن مواجهة خطره الاّ باعتماد نهج وطني يبني الوحدة الداخلية ، باقامة دولة مواطنة تساوي بين اللبنانيين ، وعدالة اجتماعية ، بديلا لنظام الانقسامات الطائفية وما تحدثه من ضعف وتصدعات داخلية . فاعتماد هذا النهج الوطني التوحيدي، يجعل الدولة قادرة على جمع طاقات اللبنانيين للدفاع عن الوطن ، وعدم ترك لبنان ساحة مفتوحة لغطرسة العدو الصهيوني ولمحاولات فرض التطبيع عليه .. ومثل هذا النهج يبني هوية وطنية على أساس وحدة الانتماء للبنان ، وعدالة اجتماعية توفر مقومات العيش الكريم للشعب . فيخرج لبنان وشعبه من حالة الانهيارالى النهوض .. وبذلك تكون مصلحة لبنان ، ويكون الوفاء للشهداء.

- المجد والخلود للشهداء الشيوعيين في كل الوطن ولكل الوطن .
- تحية لأرواح شهداء مقاومة الاحتلال الصهيوني في لبنان وفلسطين

 

*موريس نهرا*