لم يكن انخراطهم في المقاومة والتضحية ، إلاّ ارتباطاً بقناعتهم العميقة وإرادتهم الوطنية الصلبة،الوثيقة الارتباط بفكرحزبهم وثقافته وأهدافه الوطنية والاجتماعية، وبحق العامل والمزارع والكادح في العيش الكريم .. لذلك فهم سيبقون خالدين في وجدان رفاقهم وحزبهم ، وفي تاريخ شعبهم ، ومنائر تضيء مسيرة النضال لتحقيق الحلم والهدف الذي استشهدوا من أجله . ويتابع الحزب اليوم مطالبته بتسليم جثامين 9 شهداء يحتجزهم العدو الصهيوني
وليس أمراً عادياً أن يستشهد أمينان عامان لهذا الحزب، هما فرج الله الحلو ، القائد البارز في معركة الاستقلال ، وصاحب الدور الأساسي في بناء الحزب ومنظّماته ، وقد استشهد تحت التعذيب في أقبية مباحث عبد الحميد السرّاج في دمشق ، في 27 حزيران 1959 . والقائد المعروف للحزب ، جورج حاوي الذي قام بالدور الأساسي في إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية " جمول " التي مثّلت في بنيتها السياسية والاجتماعية وبأبطالها الشهداء، كل مناطق لبنان ومن كل طوائفه ، وشقّت طريق التحرير .. وقد استشهد في تفجير سيارته في بيروت في 21 حزيران 2005 .
ومع تصاعد دور هذا الحزب وطنياً وشعبياً ، وبروز انتصارات مقاومته في تحرير بيروت وما بعدها ، أخذ يتعرض لحملة عدائية متصاعدة، خصوصاً ضد دوره المقاوم ، قامت بها أطراف الطبقة السلطوية ، لاستبعاده وطمس دوره . فكانت الاغتيالات التي طالت مفكرين ومثقفين وقياديين في حزب المقاومة الوطنية والتغيير، منهم حسين مروة وحسن حمدان ( مهدي عامل ) وسهيل طويله وأحمد المير الأيوبي وخليل نعوس ، وغيرهم . واستمرت قوى النظام الطائفي الفاسد وحراسه ، على سياستها ضد دور الحزب والحركة الشعبية ، مرورا بموقفهم العدائي والقمعي لإنتفاضة 17 تشرين المليونية ، وصولا الى المثال الأخير في انتخابات مجلس بلدية بيروت، وانتخابات نقابة الأطباء ، حيث برز بوضوح تلاقي جميع أحزاب وزعامات السلطة في موقف موحد رغم تناقضاتهم، لمنع نجاح الديمقراطيين والشيوعيين والمستقلين ، وخوفاً من تصاعد دور قوى التغيير.
وكانت نتيجة إستبعاد نهج حزبنا الشيوعي ودوره ، التمادي في إيصال بلدنا الى حالة الانهيار وطغيان الفساد والتخبط ، وسرقة المال العام وأموال المودعين وإفقار اللبنانيين . وهذا ما شجّع العدو الصهيوني المدعوم أميركياً ، على الحروب العدوانية ، وجعل لبنان مستباحاً ، يتعرض لتكرار إعتداءات يومية على قرانا وابنائها ، ولا يمكن مواجهة خطره الاّ باعتماد نهج وطني يبني الوحدة الداخلية ، باقامة دولة مواطنة تساوي بين اللبنانيين ، وعدالة اجتماعية ، بديلا لنظام الانقسامات الطائفية وما تحدثه من ضعف وتصدعات داخلية . فاعتماد هذا النهج الوطني التوحيدي، يجعل الدولة قادرة على جمع طاقات اللبنانيين للدفاع عن الوطن ، وعدم ترك لبنان ساحة مفتوحة لغطرسة العدو الصهيوني ولمحاولات فرض التطبيع عليه .. ومثل هذا النهج يبني هوية وطنية على أساس وحدة الانتماء للبنان ، وعدالة اجتماعية توفر مقومات العيش الكريم للشعب . فيخرج لبنان وشعبه من حالة الانهيارالى النهوض .. وبذلك تكون مصلحة لبنان ، ويكون الوفاء للشهداء.
- المجد والخلود للشهداء الشيوعيين في كل الوطن ولكل الوطن .
- تحية لأرواح شهداء مقاومة الاحتلال الصهيوني في لبنان وفلسطين
*موريس نهرا*